يقول الشيخ: (ومن لم يفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ويفرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الصالحين، وبين خوارق السحرة والكهان، ومن يقترن بهم الشياطين وإلا التبس عليه الحق بالباطل).
إذاً فالواجب هو التفريق بين أولياء الرحمن، وما يأتيهم من معجزات أو براهين وآيات إن كانوا أنبياءً، وما دون ذلك من الكرامات إن كانوا أولياء، فإن كانوا أنبياء، فهذا معروف بين كل أهل الملل، وإن كانوا من أتباع الأنبياء على الحق فإن الله يعطيهم هذه الكرامات، فلا بد من التفريق بين هؤلاء وبين الطرف الآخر وهم أولياء الشيطان، من الكهان والسحرة ومن كان على مثلهم من الدجالين، فمن لم يفرق بين هؤلاء وهؤلاء التبس عليه الحق بالباطل، فإما إن يكذب بالحق الذي جاء به الأنبياء ويقول: أنا لا أؤمن بشيء خارق للطبيعة، وهو في الأصل قد يكون كذب بالباطل، فكثير من الناس عاش في بيئة تصوف وخرافات، أو في بيئة مثل بيئة أوروبا في القرن الماضي وما قبله، فقد كانت بيئة خرافات نصرانية، فيكذب بالذي يراه ويعلم أنه كذب؛ وهو ما عليه أبناء قومه، لكن يمتد تكذيبه ويعممه إلى كل شيء خارق للعادة فيقول: لا يمكن أن تخرق العادة، ويستدل بأن الذين خرقوا هذه العادة كذابون ودجالون، وهو قد تأكد من ذلك وعرفه، فجاءه الخطأ من التعميم، فهو قد رأى جانباً من الحقيقة ولم ير الجانب الآخر، نعم إن هؤلاء كذابون؛ لكن لا ينفي ذلك وجود من هو صادق، أو العكس من ذاك مثل: بعض الصوفية ، أو الرهبان من النصارى وغيرهم، فإنهم يصدقون بالباطل؛ لأن أحدهم قد تيقن أن بعض الأمور حق، فمثلاً ما ثبت للأنبياء حق، وما ثبت لبعض الصحابة والتابعين حق لا شك فيه، فيقول: إذاً فكل ما يدعيه الأولياء أو الشيوخ هو تابع ذلك النوع من الحق، فجاء الضلال من الاشتباه، فعلى الإنسان أن يميز بين أولياء الله وبين أولياء الشيطان، ويميز بين الكرامات والمعجزات وبين الخوارق الشيطانية والأحوال البهتانية.